من طرف نزار احمد الرفاعي الجمعة يناير 09, 2009 8:49 pm
مشكورة على هذا الموضوع فعلا الوضع مأساوي هذا الارهاب
يبكي ....حتى القلوب القاسية الصدئة
رساله الى حبيبتي فلسطين
حبيبتي ... أكتب سطوري هذه وأنا أبعد عنك أميال وأميال ..
لكن قلبي إليك
لا يهوى سواك .. ولا يعشق إلا هواك.
إلى خليل الرحمن أو القدس أو رام الله ..
كنت أعود لتضمينني إلى صدرك كما فعلت دوماً ..
كما تصنع أمٌ حنونٌ لفلذة كبدها ..
كنت ألمس دقات قلبك، حنين روحك يحيط بي، يلفني من كل جانب..
ألمس دفئ أحضانك في منتصف كانون ..
بين الأزقة الضيقة ..
أقواس الحارات القديمة ..
ذات الرائحة السرمدية الرطبة العطرة ..
أذكر صوت الوردياني مهللاً مكبراً مدوياً عبر مآذن الخطاب ...
لا زلت يا حبيبتي تفوح رائحة بخور المهد ومغارة الحليب ...
أشتمها من كنيسة السريان الشامخة على تلة المدينة ..
لا زلت أسمع صوت المسحراتي بأشجان الملوع يدق هذا الطبل
الذي عمره من عمري يمر عابراً بين زقاق وزقاق ...
آه يا حبيبتي.
لا تحسبي يا عزيزة قلبي أني بعيداً عنك .. كلا.
أزورك ليلة بعد ليلة .. بل كل ليلة .. كل دقيقة..
أراك هكذا كما أنت ..
صابرة كصبر أيوب، شامخة شموخ جرزيم وعيبال،
صامدة صمود المسيح، تفوح منك رائحة العطر والياسمين..
أراك هكذا دوماً، في صحوي وفي نومي..
روحي تسير عبر هواك العليل ..
أسمع صوت العصافير تزقزق في أذنيَّ كأنها اللحظة..
ولكن يا حبيبتي ..
يا للروع حين أنظر حولي لأرى أنني في حلم عميق ..
آه، لقد ذهبت بعيداً, قطعت أميالاً من البحار والمحيطات ..
ولكن لا تثبطي ولا تحزني.. سأرجع يوماً .. خبرني العندليب.. قالتها فيروز ..
سأرجع لأُلقي بنفسي مرة أخرى ومرات في دفئِ لربما يكون الأبدي ..
لأُلقي بنفسي بين أحضانك، لأشعر بحنان افتقده جسدي النحيل ..
إن لي روحاً يا حبيبتي عشقتك ..
ومهما بعدت المسافات .. وكبرت المحيطات .. فحتماً سأعود إليك ..
سأعود يا حبيبتي .. لأقطف الزيتون معهم .. لألمس كل حبة ..
أقبلها تارة وأحضنها تارةً أخرى.. لأرى كل حبة تقطر لا زيتاً بل دماً،
يسري في عروق تلك السواعد الجبارة الصامدة على ترابك المقدس ..
لا زالت يا حبيبتي نسمات ربيعك تداعبني هنا ..
تمر عبر الأثير الشائك بحدود صنعتها البشر ..
لتصنع الشوق والحنين..
سأعود إليك يا مهد المسيح ..
يا من شاءت الأقدار أن تتربعين على مشارف بيت المقدس .. قدس الأقداس ..
سأرجع يوما إليك يا حبيبتي ..
يا فلسطين.
اسير حب فلسطين
هذا الموضوع منقول