أغنياء000ولكن !!!
كان سوء الأحوال المادية هو مايجمع بينهم أبو سعيد وأبوصالح وأبوشاكر وكلما التقوا كانت الشكوى رفيقهم والتذمر عنوانهم فهذا عليه فواتير للهاتف والكهرباء والمياه وذاك عليه أقساط للجمعية والبنك . وآخر بيته مرهون للمصرف العقاري ولاأمل لهم بالنجاة مما هم فيه إلا بمعجزة مالية تنقذهم .
اجتمعوا يوما في بيت أبو سعيد وبدأت الإسطوانة ذاتها في الشكي والتنهد والهم وهم يلتهمون الدخان وفجأة قال أبو شاكر أين الشاي ياأبو سعيد فقال لهم ذهب الولد ليحضر السكر من الدكان ولكن البائع لم يعطه لكثرة ديوني
هذا كان سببا إضافيا ليغني السهرة بالمزيد من الشكوى .
فجأة قال أبو صالح بإمكاننا أن نكون أغنى ناس في القرية . ضحكوا جميعا من هذه النكتة السخيفة وقالوا له كيف
قال لهم لاتتظاهروا بالغباء واسمعوا ما أقول :
إن في أرض منزلنا القديم كنزا فلو تساعدنا في البحث عنه فنستخرجه ونقسمه علينا نحن الثلاث مارأيكم ؟
هنا بدأ الكلام يأخذ صيغة جديّة وقالوا كلنا قد سمعنا أن بأرض منزلك القديم كنزا ولكن بيتكم في وسط القرية فكيف سنحفر والعيون مفتوحة علينا ؟
قال أبو صالح سنحفر ليلا وننام نهارا ولاأحد سيعرف بأمرنا ولكن علينا التكتم على الأمر فلا نخبر أحدا حتى زوجاتنا . وافق الجميع على الفكرة وعاد كل واحد منهم إلى بيته وهو يحلم بالملايين.
أبو سعيد دخل على زوجته فوجها تغط في نوم عميق وتشخر فقال في نفسه سأتزوج عليك بعد إستخراج الكنز وأرتاح منك ومن العيشة معك .
أبو شاكر بعد عودته لبيته بدأ يفكر ماذا سيفعل بحصته من الكنز وقال في نفسه سأتزوج أنا وابني شاكر في نفس اليوم وعمر ماحدا يرث .
أبو صالح قال : سأشتري أرضا وأزوج أولادي وأرشح نفسي لوجاهة البلدة .
وهكذا بدأت الأحلام تأخذهم يمينا وشمالا حتى جاء الصباح ليحمل معه الهم والطلبات بدون جواب منهم لشدة فقرهم وسوء حالهم .
انقضى اليوم سريعا وجاءالليل ليبدأوا عملية البحث عن كنزهم . لبسوا لباسا ليليا واصطحبوا معهم عدة الحفر وبدأوا عملهم بنشاط كي ينفذوا مهمتهم بسرعة وقبل طلوع الشمس.
بدأ التعب ينال منهم شيئا فشيئا وخيوط الفجر الأولى بدأت بالإنبلاج فقالوا اليوم يكفي نتابع ليلا وعادوا إلى بيوتهم خائري العزيمة منهكي القوى وذهبوا في نوم عميق .
استفاقوا مساء لعبوا الطاولة حتى الليل وانصرفوا كل واحد إلى بيته حتى ينقضي الجزء الأول من الليل.
بعد أن نامت القرية جاؤوا إلى المكان ليتابعوا الحفر.
بعد عدة ساعات من الحفر اصطدم الفأس بشيء معدني فصرخ أبو صالح ( إجت الرزقة ) وصلنا إلى الكنز
وبالفعل أزالوا التراب عن الصندوق فكان منظرا أصابهم بالذهول فأخذوا يهنئون بعضهم ويصرخون كالمجانين
أصبحنا أغنياء. هيا لنفتح الصندوق ونتقاسم مابه .
إنهالوا على الصندوق وهم يرجفون من الخوف كسروا القفل وفتحوه ليجدوا بضع أشياء غير مهمة وفي أسفل الصندوق رسالة مكتوبة على جلد غزال وعليها ختم ملكي قديم فقالوا يبدو أن هذه الرسالة هي التي ستوصلنا إلى مكان الكنزالحقيقي ها أفتحوها واقرأوا مابها.
فتحوا الرسالة فوجدوا مكتوب بها ( أنا الملك قاسم الأول ملك مملكة أرض الشمس أوصي أبنائي الذين سيأتوا بعدي أن يقوموا بتسديد ألف ليرة ذهبية إلى ملك المملكة المجاورة كنت قد استدنتها منه قبل وفاتي ولكم الشكر
التوقيع الملك قاسم الأول )
انفجر الجميع بالضحك الممزوج بالدموع وهم يلعنون حضهم العاثروعادوا إلى بيوتهم والندم يأكل قلوبهم
قال أبو سعيد والله أم سعيد بنت حلال يلعن الشيطان كنت رايح أطلقها
أبو صالح قال لهم وهم في طريق العودة ساخرا : لاتنسوا اليوم يجب أن نذهب إلى المصرف ونأتي بقرض لنسد ديون قاسم الأول ثم نسدد ديوننا .
ضحكوا إلى حد الجنون ليصلوا إلى بيوتهم فيجدوا هذا فصلوا عن بيته التيار الكهربائي وذاك فصلوا عنه الهاتف وآخر قطعوا عنه المياه ليغرقوا من جديد في هم الحياة ويبحثوا عن أمل جديد للنجاة