سملين عام 3971م
أراد مجموعة من الاصدقاء مهتمون بالتراث والأشياء التقليدية القديمة أن يقوموا برحلة سياحية إلى قرية سملين
للإطلاع على آثارها القديمة وعادات أهلها التي لايغيرونها .
ركبوا طائرتهم الكونكورد القديمة وبدت تخب الطريق ببطىء شديد حتى وصلوا لمطار القرية حيث كان بإستقبالهم الأهالي الذين قدموا لهم القهوة العربية المصنوعة بهدوء على البخار النووي .
بعد ذلك جاء أسطول من السيارات السياحية القديمه كالشبح والانفينيتي والمرسيدس لينقلهم إلى فندق القرية حيث مقر إقامتهم .والفندق صغير لايتجاوز إرتفاعه 200طابق وهو علىالطراز القديم نصفه في الماء والآخر في الهواء لذلك يحبه السواح . أما غرف الفندق فهي بسيطة وعادية بأثاث إيطالي قديم وسجاد فارسي لم يعد احد يستخدمه .وفيه أيضا شاشات عرض بلازما وانترنيت 24ساعة بسرعة 5ميغابايت فقال أحد الزوار معلقا :
هذا ما يزيد تعلقي بهذه القرية .
وعندما أراد أحد الزوار أن يشتري قميصا تراثيا من القرية عبر الانترنت دخل وتجول في المحل وشاهد مايريد
وبتقنية بسيطة وبدائية أرسل صورته للمحل الذي وضع عليها عدة قمصان حتى يختار واحد منها وهذا ما حصل بالفعل حيث تم إرساله بالخلايا الالكترونية خلال أجزاء مملة من الثانية .
بعدها قام السائحون بجولة للإطلاع على الأماكن الأثرية القديمة في القرية فزاروا أولا معرض الالكترونيات البطيئة حيث شاهدواالكمبيوتر ذوالسرعة 3500وعلق أحدهم عليه قائلا:(الله يرحم تلك الأيام حيث كان هذا النوع من الالات يعمل بالدفش ) . وشاهدوا أيضاأنواع قديمة ونادرة من الموبايلات . ثم أمسك أحدهم موبايل N93 وقال :عندما كانوا يتكلمون بهذه الدمية كان أحدهم كأنه يتكلم مع نفسه كيف استطاعوا أن يعيشوا في ذلك الزمن الرديء هههههههههههه وضحكوا جميعا . ثم زاروا معرض المزروعات حيث قال لهم المشرف
بأننا مازلنا نتبع في الزراعة أساليب بدائية وقديمة فمثلا إذا أردت أن تأكل كوسا في الشتاء فعليك أن تنتظر البائع حتى يضع البذرة في الأرض ويسقيها لتعطيك خلال 10ثواني خضار طازجة . إنزعج السائحون من هذه الطريقة البالية ووعدوا بتقديم مساعدات لتسريع الإنتاج .
في هذه الأثناء جاء اتصال لأحدهم من أبنه الذي قال لوالده : كيف تذهب الى هذه القرية الاثرية ولا تأخذني معك
أريد اللحاق بك أرجوك أضغط INTER وعندها سأكون عندك . وهذا ما حصل بالفعل حيث تم سفره بالخلايا فوق الضوئية قال له والده الحمدلله على السلامه وانشا:الله ماتعذبت بسفرتك . رد الولد المتعب : تأخرنا قليلابسبب بنشرة الخلية الضوئية ولكن الحمدلله وصلت أخيرا.
تابعوا جولتهم في القرية فوجدوا عرسا لاحد الشباب يشارك فيه عبر النت مطربين ومطربات من القرى المجاورة مثل (طروش المشعلاني-عطشة الزغبي – مشايخ وهبي –فندية عجرم –وبهيج الحلاني –ومهاوش علامه ) . كان الحفل رائعا والناس تشارك بالدبكه عن طريق النت .
فجأة جاء أحد المدعوين من أحد القرى المجاورة وأطلق عيارات نارية من مسدسه في الهواء تعبيرا عن الفرح
فانزعج السائحون وقالوا ماهذه المظاهرالبدائية المتخلفة التي تعود للقرن الواحد والعشرين . وأقفلوا عائدين
وغادروا القرية .
ومنذ ذلك الحين والموسم السياحي في القرية معدوم بسبب تلك الطلقات ولم يعد أحد يزورنا حتى اليوم .