السادة أعضاء منتدى سملين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واحدة من أسباب كتابتي ل (إمتحان لكل الأعمار) هو دق ناقوس الخطر لما يحيط بنا وبأبنائنا خاصة من خطر التفجر المعرفي والغزو الثقافي الذي لايبقي ولا يذر .
فبعد إنتشار الفضائيات والفضائحيات بصورة أدق أصبح عند الأولاد حالة من الهيستيريا التلفزيونية المتفاقمة والمتعاظمة كل يوم . لقد أثر التلفزيون بصورة سلبية وكبيرة على مشاهديه وخاصة الأطفال عبر الضخ اليومي والمتزايد لمسلسلات بعضها يشاهد والآخر لايمكن متابعته .
واللوم لايمكن أن نلقي به على الحضارة أو التلفزيون بل يتحمل الأهل الجزء الأكبر من هذا الذنب وذلك عبر تقنين مشاهدة أبنائهم للبرامج وإختيار المفيد والملائم منها لا أن نترك لهم الحبل على الغارب .
لقد ظهر جليا تأثر الأولاد بالمسلسلات التلفزيونية عبر التطبيق اليومي لما يشاهدوه فأذكر مثلا بعد عرض مسلسل الجوارح أن أبناء القرية انقسموا إلى قسمين قسم مع الجوارح والآخر مع البواسل ونحن في الأصل مقسمين ومنقسمين .
وفي أحد المرات كنت ذاهبا لبيت صديقي فهجم علي الجوارح والكواسر وقالوا لي هيه أنت مع من ؟
فقلت لهم أنا مع العبداللات فقال زعيمهم (وأقسم على ذلك ) تبا لكم وأوعز إلى أحد قادته أن أقتلوه
وأنا أركض أمامهم والسيوف والحجارة تطاردني .
قام بعض الأولاد الصغار في أحدى القرى المجاورة بتقليد مشهدإعدام نصار ابن عريبي في مسلسل الخوالي
فقام أحدهم بربط حبل في عنقه وربط الطرف الآخر في فرع شجرة عال ثم ألقى بنفسه للأسفل بإنتظار أن يأتي أصدقائه ليطلقوا النار على الحبل وينقذوه ولكن حصل معهم خطأ بسيط هو أن بنادقهم الخشبية لم تطلق النار ولم تقطع حبل إعدام صديقهم الذي قضى أمامهم مخلفا غصة في قلب أهله الذين أعرفهم جيدا .
في مسلسل الزير سالم دخل أحدهم متأخرا عن متابعة الحلقة فقال لأخيه (الزير قتل همام ؟) فقال له أخيه المندمج بالمسلسل إلى حد الهذيان (أسكت ليس بعد ) .
إضافة لتبادل ألقاب شخصيات المسلسلات فتجد أحدهم أبو شهاب والآخر أبو غالب بياع البليلة وهذا صطيف وهو دليل الخيانة والغدر وتجد مثلا الحارة الجنوبية من البلد يطلق عليها حارة الضبع والحارة الغربيةحارة أبو الناروكثرة الأسماء والمسميات تعكس عمق التأثر بما يشاهده هؤلاء من أعمال .
بعد الإنتهاء من المسلسلات ينتقل أولادنا الأعزاء وطلابنا الأكارم إلى فقرة غنية ومنوعة من الأغاني التي لايمكن أن تحفظ منها كلمتين متتاليتين فتبدأ نانسي بحبيبي قرب بص وبص وترد باسكال مشعلاني خذني معك
ثم تأتيك دومنيك حوراني بأغنية الخاشوقة وروبي تمتطي دراجة وناسية ملابسها بالبيت وتشدو بعدها ماريا بأغنية بحب الألماس وتعد روبي محتشمة ومحجبة قياسا على ماري في هذه الاغنية (ومين ده اللي مايعرف دودو) وأغلب الأغاني يتم تصويرها على سرير النوم دليل عجز مغنيات اليوم وقلة المروة وقلة البركة (لك العمى مافيهن حيل يغنن بالصالون أو برة ) .
ثم تأتيك هيفاء وهبي لتحرق الأخضر واليابس وتأتي على ماتبقى من أعصاب للأخوة المشاهدين . قال أحدهم ممازحا زوجته أثناء متابعته لأغنية لهيفا (هاي نسوان وهاي نسوان وأشار لزوجته ) فردت عليه (اللي بيصور الأغنية معها رجال وأنت رجال؟ ) .
لن أتهم الفضائيات بالوقوف وراء حالات الطلاق التي تحصل ولكنها ليست بريئة تماما . ناهيك عن برامج السوبر ستار ومايرافقه من بكاء وصراخ لخروج متسابق. وبرنامج الستار أكاديمي وغيره من هذه التفاهات
رحم الله أيام كان لايوجد بالتلفزيون سوى محطتي الشام والاردن وكنا نتابع برامج الأطفال بحب وشوق وشغف
(مغامرات السندباد- ريمي –ساندي بل-مغامرات الفضاء-عدنان ولينا – توم سوير –النسر الذهبي -)
وكانت فترة الأطفال محددة الزمن والاهداف وتخاطب العقول والمشاعر بعيدا عن الإبتذال .
أما الآن فلا توجد فترة للأطفال بل 24 ساعة في اليوم والطامة الكبرى من قال لكم أن الأطفال والأولاد يتابعون فقرتهم أو ينتظرونها بل يهربون منها إلى المسلسلات المدبلجة ففيها كثير من الفائدة والمتعة والدليل الزواج بسن مبكرة أصبح تقليد متبع على نطاق واسع .
والله المشكلة كبيرة وملحة وتحتاج لحملات توعية ومتابعة حثيثة من الأهل لما يتابعه أطفالهم وتخصيص ساعات محددة لمتابعة التلفزيون ومتابعة البرامج الترفيهية والمسابقات والمسلسلات الجيدة البعيدة عن مشاهد العري والوقاحة اللفظية . والتركيز على متابعة وضعهم الدراسي وسؤال المدرسة عنهم وحضور إجتماعات أولياء الأمور كي تتضافر جهود المدرسة والبيت لتحصين الطالب ورفع مستوى وعيه وإشعاره بالمسؤولية الملقاة على عاتقه لأن العلم هو الحل لجميع مشاكلنا ومانشهده اليوم من تسرب وهروب من المدرسة وضعف التحصيل العلمي كلها أمور تدعو للدهشة والإستغراب ولكم حرية الاختيار إما أن تشرفوا على تربية أولادكم أو تتركوا هذه المهمة لنصار وروبي وهيفاء وأبوغالب ونور وعندها ستكون النتيجة حتمية وواحدة إما الشنق على طريقة نصار أو قتل المشاعر والعقول على طريقة هيفاء . (الحسكة 10حزيران2008م )
(التعديل في 20-10-2008)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واحدة من أسباب كتابتي ل (إمتحان لكل الأعمار) هو دق ناقوس الخطر لما يحيط بنا وبأبنائنا خاصة من خطر التفجر المعرفي والغزو الثقافي الذي لايبقي ولا يذر .
فبعد إنتشار الفضائيات والفضائحيات بصورة أدق أصبح عند الأولاد حالة من الهيستيريا التلفزيونية المتفاقمة والمتعاظمة كل يوم . لقد أثر التلفزيون بصورة سلبية وكبيرة على مشاهديه وخاصة الأطفال عبر الضخ اليومي والمتزايد لمسلسلات بعضها يشاهد والآخر لايمكن متابعته .
واللوم لايمكن أن نلقي به على الحضارة أو التلفزيون بل يتحمل الأهل الجزء الأكبر من هذا الذنب وذلك عبر تقنين مشاهدة أبنائهم للبرامج وإختيار المفيد والملائم منها لا أن نترك لهم الحبل على الغارب .
لقد ظهر جليا تأثر الأولاد بالمسلسلات التلفزيونية عبر التطبيق اليومي لما يشاهدوه فأذكر مثلا بعد عرض مسلسل الجوارح أن أبناء القرية انقسموا إلى قسمين قسم مع الجوارح والآخر مع البواسل ونحن في الأصل مقسمين ومنقسمين .
وفي أحد المرات كنت ذاهبا لبيت صديقي فهجم علي الجوارح والكواسر وقالوا لي هيه أنت مع من ؟
فقلت لهم أنا مع العبداللات فقال زعيمهم (وأقسم على ذلك ) تبا لكم وأوعز إلى أحد قادته أن أقتلوه
وأنا أركض أمامهم والسيوف والحجارة تطاردني .
قام بعض الأولاد الصغار في أحدى القرى المجاورة بتقليد مشهدإعدام نصار ابن عريبي في مسلسل الخوالي
فقام أحدهم بربط حبل في عنقه وربط الطرف الآخر في فرع شجرة عال ثم ألقى بنفسه للأسفل بإنتظار أن يأتي أصدقائه ليطلقوا النار على الحبل وينقذوه ولكن حصل معهم خطأ بسيط هو أن بنادقهم الخشبية لم تطلق النار ولم تقطع حبل إعدام صديقهم الذي قضى أمامهم مخلفا غصة في قلب أهله الذين أعرفهم جيدا .
في مسلسل الزير سالم دخل أحدهم متأخرا عن متابعة الحلقة فقال لأخيه (الزير قتل همام ؟) فقال له أخيه المندمج بالمسلسل إلى حد الهذيان (أسكت ليس بعد ) .
إضافة لتبادل ألقاب شخصيات المسلسلات فتجد أحدهم أبو شهاب والآخر أبو غالب بياع البليلة وهذا صطيف وهو دليل الخيانة والغدر وتجد مثلا الحارة الجنوبية من البلد يطلق عليها حارة الضبع والحارة الغربيةحارة أبو الناروكثرة الأسماء والمسميات تعكس عمق التأثر بما يشاهده هؤلاء من أعمال .
بعد الإنتهاء من المسلسلات ينتقل أولادنا الأعزاء وطلابنا الأكارم إلى فقرة غنية ومنوعة من الأغاني التي لايمكن أن تحفظ منها كلمتين متتاليتين فتبدأ نانسي بحبيبي قرب بص وبص وترد باسكال مشعلاني خذني معك
ثم تأتيك دومنيك حوراني بأغنية الخاشوقة وروبي تمتطي دراجة وناسية ملابسها بالبيت وتشدو بعدها ماريا بأغنية بحب الألماس وتعد روبي محتشمة ومحجبة قياسا على ماري في هذه الاغنية (ومين ده اللي مايعرف دودو) وأغلب الأغاني يتم تصويرها على سرير النوم دليل عجز مغنيات اليوم وقلة المروة وقلة البركة (لك العمى مافيهن حيل يغنن بالصالون أو برة ) .
ثم تأتيك هيفاء وهبي لتحرق الأخضر واليابس وتأتي على ماتبقى من أعصاب للأخوة المشاهدين . قال أحدهم ممازحا زوجته أثناء متابعته لأغنية لهيفا (هاي نسوان وهاي نسوان وأشار لزوجته ) فردت عليه (اللي بيصور الأغنية معها رجال وأنت رجال؟ ) .
لن أتهم الفضائيات بالوقوف وراء حالات الطلاق التي تحصل ولكنها ليست بريئة تماما . ناهيك عن برامج السوبر ستار ومايرافقه من بكاء وصراخ لخروج متسابق. وبرنامج الستار أكاديمي وغيره من هذه التفاهات
رحم الله أيام كان لايوجد بالتلفزيون سوى محطتي الشام والاردن وكنا نتابع برامج الأطفال بحب وشوق وشغف
(مغامرات السندباد- ريمي –ساندي بل-مغامرات الفضاء-عدنان ولينا – توم سوير –النسر الذهبي -)
وكانت فترة الأطفال محددة الزمن والاهداف وتخاطب العقول والمشاعر بعيدا عن الإبتذال .
أما الآن فلا توجد فترة للأطفال بل 24 ساعة في اليوم والطامة الكبرى من قال لكم أن الأطفال والأولاد يتابعون فقرتهم أو ينتظرونها بل يهربون منها إلى المسلسلات المدبلجة ففيها كثير من الفائدة والمتعة والدليل الزواج بسن مبكرة أصبح تقليد متبع على نطاق واسع .
والله المشكلة كبيرة وملحة وتحتاج لحملات توعية ومتابعة حثيثة من الأهل لما يتابعه أطفالهم وتخصيص ساعات محددة لمتابعة التلفزيون ومتابعة البرامج الترفيهية والمسابقات والمسلسلات الجيدة البعيدة عن مشاهد العري والوقاحة اللفظية . والتركيز على متابعة وضعهم الدراسي وسؤال المدرسة عنهم وحضور إجتماعات أولياء الأمور كي تتضافر جهود المدرسة والبيت لتحصين الطالب ورفع مستوى وعيه وإشعاره بالمسؤولية الملقاة على عاتقه لأن العلم هو الحل لجميع مشاكلنا ومانشهده اليوم من تسرب وهروب من المدرسة وضعف التحصيل العلمي كلها أمور تدعو للدهشة والإستغراب ولكم حرية الاختيار إما أن تشرفوا على تربية أولادكم أو تتركوا هذه المهمة لنصار وروبي وهيفاء وأبوغالب ونور وعندها ستكون النتيجة حتمية وواحدة إما الشنق على طريقة نصار أو قتل المشاعر والعقول على طريقة هيفاء . (الحسكة 10حزيران2008م )
(التعديل في 20-10-2008)